في صباحٍ خريفيٍّ هادىء ، تطّل شمسه بخجلٍ فيبدو نورها دافئًا، يتسلّل نسيمه داخل أنفاسه فينعشها ، تتلّبد السماء بالغيوم فتمطر دمعاً حزيناً . جلس وحده ، او بالأحرى مع أوراقه وحاسوبه وسجائره وغيابها اللئيم .. يستمع الى موسيقى الجاز ، يفكر بكتابة رسالةٍ لها او قصيدةٍ طويلة عن الغياب، في رأسه تجول ألف فكرة وفكرة .. الوحدة والخريف يتشابهان .. يقلبان مزاجه ويثيران قريحته للكتابة عن حبِ خياليٍّ جافٍ لا حياة فيه ، او عن عناقٍ طويلٍ على شاطىء أبيض ، رماله حروفُ عشقٍ سرمدّيٍ .. كتب : نتشاجر يا صغيرتي ، تخاصمينني ، تغادرين ثم تعودين بدلعِ طفلةٍ صغيرة .. تزورين صفحتي بصمت الورود ، لكن أشتم عطركَ من بعيد.. تتسللّين بين كتاباتي ، تفتشين بين حروفي ، تحاولين العثور على كلمات جديدة ، على عطرٍ غريب ، او صورٍ غير مألوفة ، حتى تصبّين كل غضبكِ وغيرتكِ الحمقاء .. ! ألا تعلمين انك عندما تغيبين ، أشتعل شوقًا اليكِ وعندما تشرق الشمس و انتِ لستِ معي ، ألتهبُ بنارِ الشك و الظّن ؟؟ تعالي اقتربي .. قلبي موطنكِ وصدري وسادتكِ.. ابتسامتكِ فرحي ، و دلعكِ بلسمي … وحدي أنتظر ، وقد أحرقتني مرارة الانتظار .. فصل الخريف ، بالرغم من تقلّباته و مزاجه المستبّد فهو لن يؤثر في نفسي و قلبي .. انا لا أؤمن بخرافات الطقس ، بل بسحر اللحظات عندما نلتقي .. تعالي .. ثم أغلق حاسوبه وغادر أوراقه ورحل .. ولم تصلْ اليها كلماته ابدًا .. !
بقلم : كلود صوما
Discussion about this post