م.هناء الرملي :
باعتباري باحثة وكاتبة ومستشارة متخصصة في ثقافة الإنترنت، لطالما وجه لي أسئلة حول الكتاب الإلكتروني. وأشكال الكتب الإلكترونية التي شاع استخدامها سواء الكتب الإلكترونية النصية أو المسموعة، وحول صمود الكتاب الورقي أما الكتاب الإلكترونية. وما هي الإحصائيات حول واقع الكتب الرقمية في عالمنا العربي؟ للأسف لا توجد إحصائيات حول الكتب الإلكترونية، أو الكتب المسموعة خاصة في عالمنا العربي حيث نفتقد دائمًا للدراسات المتخصصة في هذا المجال، ولكن تطبيقات الكتب المسموعة بدأت تتزايد وتنتشر، والكثير منها تقدم خدمات متميزة في الآونة الأخيرة، لنرى تنافسًا بين الشركات المنتجة لها. منها ما هو مجاني وما هو مدفوع. كما تقدم العديد من أنواع الكتب ليس الرواية فقط، بل الكتب التاريخية والعلمية والسياسية والدينية وغيرها، كما يسهل في هذه التطبيقات البحث باسم المؤلف أو الكتاب، منها من يُحمل الكتاب، ومنها ما يكون كالاستعارة بأن يظل مدّة معينة ثم يحذف تلقائيًا من الهاتف، وبعضها يقدم خدمات تلخيص الكتب صوتيًا”.هناك جمهور كبير لهذه النوعية من الكتب بأشكالها المتنوعة وهذا الجمهور أكثره من عشاق القراءة والراغبين بقراءة الكثير من الكتب دون دفع ثمنٍ باهظ، خاصة لارتفاع أسعارها في العديد من الدول العربية، مما دفع البعض لاستخدام الكتب الرقمية، كذلك المغتربين في الدول الأجنبية وصعوبة الوصول للكتب العربية لعدم توفرها، بالإضافة إلى من يعيشون في قرى لا يتوفر بها مكتبات عامة أو مكتبات لبيع الكتب؛ فمن يشعر بنقص الكتب ورقيًا قد يلجأ إلى الكتب الرقمية. كذلك تأمين كتب غير متوفرة في المكتبات ودور النشر المحلية، أو كتب يتم منعها بحسب قوانين أي بلد، أو كتب توقفت عن الطباعة والنشر. على الصعيد الشخصي كقارئة، أصبحت مع مرور الوقت من قرّاء الكتب الورقية وكتب الـ PDF على السواء. فبالرغم من توفر مكتبة كبيرة منزلية في بيتي، لكني أحب أن يكون لدي مكتبة على جهاز الكمبيوتر والآيباد وأيضًا الهاتف الذكي. لأقرأ من خلالها في أي وقت وأي مكان. فقط أفتح الجهاز وأكمل قراءة الكتاب على مراحل في أوقات الانتظار في المواصلات، وما قبل النوم وغيره. تناسب الكتب المسموعة الأشخاص السمعيين أكثر من البصريين، حيث أن البصريين يمكن أن يشردوا عند الاستماع فينصرف ذهنهم عن التركيز فلا يستطيعون إكمال السماع. في البدء عند محاولاتي التعود على سماع الكتب الصوتية، وجدت أنني لم أنجح في سماع الروايات الصوتية، لكني نجحت في التعود على سماع الأنواع الأخرى من الكتب، ذلك لأن الرواية تحتاج إلى تركيز بالأحداث وأسماء الشخصيات والأماكن وغيرها. بالرغم من ذلك هناك شريحة لا بأس بها من القراء يفضلون الكتب السمعية ويستمعون إليها بشكل دائم. إن الكتاب المطبوع وصل إلى مرحلته هذه بعد أن مر بمراحله التاريخية من الكتابة على الألواح الطينية وجلود الحيوانات ولفائف البردي حتى وصل إلى الورق وظهور الطباعة وانتشار الكتاب في متناول الأيدي. بمتابعة تاريخ الكتاب وأصولها لا يمكن أن تتوقف عملية تحول الكتاب ليأخذ شكل الكتاب الإلكتروني الذي بدأ ينتشر في عصرنا نتيجة تزاوج التكنولوجيا وتقنيات “الملتيميدما” مع محتوى الكتب والمعلومات. دائمًا عند كل ابتكار جديد نجد المواليين للقديم والمعاديين للجديد، فالتلفزيون لم يلغِ الإذاعة، والسينما لم تلغِ ما قبلها والإنترنت كذلك، أيضًا الكتاب الرقمي لن يلغي الورقي ولن يندثر الإلكتروني، بل سينتشر وتتسع دائرة مستخدميه مع ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت المتسارع بالفترة الأخيرة. وقد يتحقق اختفاء الكتاب الورقي لكن ليس قبل مئة عام أو أكثر لأسباب قد يكون من بينها صعوبات الطباعة ولكن هناك مزايا من استخدام الرقمي وأخرى للورقي. أما عمليات السرقة والقرصنة للكتب الرقمية فتؤكد أنها تتم باستمرار، حيث نجد دائمًا أن كتابًا تم إصداره هذا العام وأصبح شائعًا ومنتشرًا على المواقع التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية للكاتب ودار النشر باستخدام المسح الضوئي لمسح الكتب وتوفيرها عبر الإنترنت وإتاحتها على المواقع، وهذا يرجع إلى افتقاد البلاد العربية إلى القوانين الصارمة التي تحكم حقوق الملكية الفكرية والمتعلقة تحديدًا بالكتاب ومن الصعب أن نجد كتبًا أجنبية بصيغة PDF مجانية لأنه في دول أوربا وأمريكا الشمالية توجد قوانين صارمة لمحاسبة من ينتهك حقوق الملكية الفكرية، لكننا في المقابل نجد تسجيلات للكتب العربية على “ساوند كلاود” و”اليوتيوب” دون مراعاة لحقوق الملكية الفكرية للشركة التي تصنع الكتاب وتنتجه أو للكاتب ودار النشر. م.هناء الرملي مونتريال ـ كندا
Discussion about this post