السائرون في طريق الوعي..

مازن حسن*

السائرون في طريق الوعي
هادئون.. صابرون.. مراقبون لأفكارهم.. وأفعالهم.. ملاحظون لكل المشاعر التي تجتاحهم.. لا يتفاعلون معها.. لأنهم مدركون أنهم ليسوا تلك المشاعر.. فهم ليسوا الغضب ولا الاكتئاب ولا الغيرة ولا الحسد ولا بقية المشاعر.. إنهم أحرارٌ إلى هذا الحد..
السائرون في طريق الوعي..
لا يقارنون أنفسهم بأحد..
لا يتنافسون مع أحد..
لا يهتمون بفعل أحد..
إنهم يلاحظون أنفسهم..
إنهم حقيقة مطلقة..
هل تريد أن تسير معهم..؟
اجعل عقلك يستقر في قلبك…!!
فعندما تتحد روحك مع عقلك يوجد السلام والانسجام، يوجد النقاء..
لكن عندما تسمح لعقلك أن يبدأ في المقارنة، ويبدأ في الحكم، ويبدأ في الشعور بالإهانة، يرحل السلام، ويغيب الانسجام، ويفنى النقاء..
أتريد أن تصل؟
أتسأل من أين تبدأ؟
كيف تبدأ؟
ما الذي يجب تغييره أولاً؟
ما هي الطقوس التي يجب أن تمارسها؟
حسنًا.. إليك الحل السحري لذلك..
أول شيء وأهم شيء وكل شيء هو أن تدرك مكانك الآن..
مهما كان اعتقادك عن المكان الذي أنت فيه الآن (سلبي أم إيجابي، جيد أم سيء، وفرة أم ندرة، صحة أم مرض، إلخ)، اعلم أنه المكان المناسب لك..
لا تحاول أن تكون شخصاً آخر..
توقف عن محاولة تغيير حياتك..
فأنت في المكان المناسب الآن..
حاول أن تكون سعيداً..
حاول أن تكون منسجماً..
إذا استطعت ذلك في المكان الذي أنت فيه الآن..
ستجد أن الظروف ستتغير لصالحك بشكل سحري..
وستصل إلى المكان المناسب أي ستجد نفسك مرة أخرى في مكانك الصحيح..
وستجد فجأة أن الظروف ستتغير لصالحك ، ثم مرة أخرى ستكون في مكانك الصحيح.
افرح، كن سعيداً ومنسجماً، فأنت في المكان المناسب الآن..
إذا استطعت أن تستشعر ذلك فستراه بوضوح..
ستصبح أكثر هدوءاً وتبدأ بالاستيقاظ…

دمتم بوعي فالوعي كالماء يحي كل شيء كان يبدو أنه على قيد الحياة

*أختصاصي علم نفس

فادية محمد عبدالله