خليل المتبولي :شغف العمل !.

يبزغ فجرُ الصباحِ في الأول من أيار مع شغفِ العمل والعمّال ، يلبس شغفُ العملِ العمرَ ، يتآخى مع الجسد الطريّ ، يلتحم ويتداخل به حتى يخشوشن ، يغمرُ الروحَ حتى تصبحَ ريحًا يعبث في الأمكنة والأزمنة ، يُزهرُ تعبًا وحبًا شقاءً وفرحًا . تراودُ روحَ العملِ دمعةٌ مرتعشةٌ ترسل على مشارف البَوحِ ما يشهده الفؤادُ من مسيرة تعبٍ وأرقٍ تحملُ مجدَ أعمالِها ، وتطلق على شفقٍ من النجوى تاريخَ سيرتِها . شغفُ العملِ سرُّ الحياةِ وعبثٌ من أنين الحضور إلى ظلّ الغياب ، وبعثرةُ مرايا ضوءٍ تزهو في خطيئة السراب ، وتبحثُ عن استمرارية العيش خلف أبواب العذاب . يرقب الأول من أيار طوال النهار وحتى المساء مجموعات العمّال يرقصون كالدراويش يفصحون عن تعبهم ممسوسون ، مسحورون مغشى عليهم تحملهم حمّى شغف العمل بعيدًا بعيدًا يتقلّبون ما بين الظلّ والضياء .