المارّون على أريكتي الخضراء سرقتهم زرقة الوقت الطّاعن في الهباء…
كانوا يعدّون فطور اليوم التّالي حين أولم المساء لغربتهم! وعند الفجر، تناثر الرّحيل فوق خطوهم، ونفض الغياب خيالهم على أريكتي.
تركوا ابتساماتٍ “قزحيّةً” أنضجتها شفاه المدى المعلّق على اللّهفة؛ تلك الرّاية الأزليّة الممزّقة سقطت من عيونهم إلى القاع حيث افترّ ثغر الأرض عن صرخةٍ بكرٍ أعادت جريان الثّواني في عروق الصّمت.
إنّه السّقوط! حيث اللّغز يتماهى وأضلعَ المتاهة المكوّرة كجنين في رحم السّؤال…
كان العابرون نيامًا يوم رست السّفينة في ميناء “كُن”، فوقعت تفاحة من شجرة المطلق، وكان لوقعها أن فتح الزمن درفتين: على آتٍ يصلبه الحنين، وعلى ماضٍ مكلَّلٍ بالانتظار…
الغيب عكّاز لأعمى يده مبتورة، ودليله الأبكم ومرشده إلى اللامكان… هو الطريقة المعبَّدة بالحصى، والطّريق المكبَّل بالسّؤال!
أزقّة المعرفة شقّها الوهم، سلكتها الحقيقة العمياء ولـمّا تصل، فاستحالت صوتًا يكرِّر انتحاره في الصّدى…
استفاق النِّيام يسيرون في مستنقع الأسئلة، تقودهم شهوة بيضاء نحو زرقة الوقت الطّاعن في الهباء… وبقيت وحيدًا على أريكتي أرقب غياب اللّون وانحلاله في عتمة المعنى!
د. الياس زغيب
Discussion about this post