ألفاظ ومعان :
– د. رفعت شميس
– د. رفعت شميس
السؤال عن الصحة والحال بكلمة ” شلونك ” لفظة لا علاقة لها بالألوان لا اصفر ولا أحمر ولا أزرق . فماذا عنها ؟
الجهل بعلم اللغة وفقهها وتوفر منابر مجانية كالفيس بوك لفطاحل الجهلاء كي يتحفونا بتحليلاتهم اللغوية جعل البسطاء من الناس يصدقون كل ما يتم نشره على أنه حقيقة . ومن تلك التحليلات الغبية ما يتم تداوله حول كلمة ( شلونك ) التي يستعملها أهل الشام والعراق والحجاز في لهجاتهم العامية كما استعملها بدو ليبيا وبدو غرب مصر مع اختلاف بسيط بطريقة النطق أو لنقل بالنبر وباللكنة .
ومما يروج له الجاهلون هذه الحكاية :
=======
كلمة طالما يتداولها العراقيون في السلام والتحية فيبادر احدهم الاخر حين يلتقيه بكلمة شلونك, وهذه الكلمة اصلها هو عندما أصاب الطاعون مدينة بغداد في القرن السابع عشر، فإن الشخص المصاب بالمرض يمر بثلاث مراحل لكل مرحلة من مراحل المرض، يتلون جسم الأنسان بلون من الألوان هي الأحمر والأصفر والازرق.. تدرج مراحل الألوان..
أول لونين يمكن أن يشفى المريض اذا أعطاه الله عمراً، أما اللون الثالث، فأن هذه المرحلة هي النهاية والموت لامحال
فكان الناس يسألون عن الشخص المصاب اذا كان جيران او قريب، عن لونه فأذا كان اول لونين يدعون له بالشفاء
واذا كان اللون الثالث فيسألون له الرحمة من الله تعالى فيقولون فلان شلون لونه ؟
وهكذا إستمر هذا النوع من السؤال لدى العراقيين
========
ونرد عليهم بالآتي :
إيش : هذه اللفظة تعود إلى العصر الجاهلي وقد استخدمتها قريش ولأن العربية هي لغة الفصاحة والايجاز فقد اوجزوا واختصروا فقالوا :
ايش أصلها : أيّ شيء ؟
وكذلك تتردد في البادية لفظة عليش وأصلها : على أي شي .
وإذا أرت أن تقول : أوافق وأنا معك على أي شيء تريده فتختصر إلى : معليش .
ومن ذلك لفظة مَش المتداولة في بلاد الشام وتعني ما من شيء …. أو لا شيء .
وفي العامية المصرية معرفش وأصلها : لا أعرف شيئا .
وفي البادية السورية نسمع لفظة شنهو في السؤال والمعنى : أي شيء هذا الذي تريده . وفي التأنيث : شنهي .ثم خففوا وأوجزوا أكثر فحذفوا الهاء واستغنوا عن الياء في التأنيث فقالوا : شنو .
أما كلمة ( لونك ) فقد نسي أو ربما لا يعلم المتفيهقون أن اللغة العربية أخذت من الكثير من اللغات الفاظاً عديدة فدخلت فيها وصارت منها . ومنها كلمة لون الرومانية التي لا علاقة لها بلفظة لون العربية .
” لونا ” في الرومانية lună وتعني قمر . وكذلك تعني شهر . وكذلك في الايطالية luna تعني قمر . وينتشر اسم لونا بمعنى قمر بكثرة في سورية .
ومن هنا فإن شلونك تعني ما قمرك او اي شيء قمرك . ولكن ما علاقة هذا بالتحية عند اللقاء والاطمئنان عن الحال ؟
نوضح فيما يأتي :
العرب قالت في التحية : كيف أصبحت ؟ بمعنى : أيّ حال صرت عليه هذا الصباح ؟ وكيف أمسيت .، وكيف هو يومك ؟ وقد جمعوا “اليوم ” فقالوا : كيف هي أيامك ؟ أي كيف تقضي ايامك ؟ بسفر او ترحال او تجارة او راحة وقعود او بمرض في فراش أم بصحة وعافية .الخ ؟
ولأن الحج يكون كل عام فيكون السؤال حين اللقاء في الحج كيف كانت سنتك او كيف كان عامك ..
ومن الرومانية أخذوا كيف هو شهرك أي كيف تقضي فترة دوران القمر في ثلاثين يوما من عمرك . ؟
ولا يخفى على دارس أن سورية كانت ولاية رومانية تتبع لروما – وقد تأسست في السنة 64 قبل الميلاد .واستمرت حتى سنة 637 ميلادية .
بقي أن نقول أنه من الغباء فعلا ان يقول شخص لآخر ما هو لونك الآن وهو يراه امامه ولو كانت تلك الرواية صحيحة لشاعت عبارة ” اشلونه” وليس اشلونك .إلا إذا كانوا يستخدمون الهاتف في القرن السابع ويسألون عن اللون من بعيد …..
Discussion about this post